سورة الأنعام - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنعام)


        


{وهو الذي خلق السموات والأرض بالحق} أَيْ: بكمال قدرته، وشمول علمه، وإتقان صنعه، وكلُّ ذلك حقٌّ {ويوم يقول} واذكر يا محمَّد يوم يقول للشَّيء {كن فيكون} يعني: يوم القيامة، يقول للخلق انتشروا فينتشرون.


{وكذلك نُرِي إبراهيم...} الآية. أَيْ: وكما أرينا إبراهيم استقباح ما كان عليه أبوه من عبادة الأصنام نريه {ملكوت السموات والأرض} يعني: ملكهما، كالشَّمس، والقمر، والنُّجوم، والجبال، والشَّجر، والبحار. أراه الله تعالى هذه الأشياء حتى نظر إليها مُعتبراً مُستدلاًّ بها على خالقها، وقوله: {وليكون من الموقنين} عطفٌ على المعنى. تقديره: ليستدلَّ بها وليكون من الموقنين.
{فلما جنَّ} أَيْ: ستر وأظلم {عليه الليل رأى كوكباً قال هذا ربي} أَيْ: في زعمكم أيُّها القائلون بحكم النَّجم، وذلك أنَّهم كانوا أصحاب نجومٍ يرون التَّدبير في الخليقة لها {فلما أفل} أَيْ: غاب {قال لا أحبُّ الآفلين} عرَّفهم جهلهم وخطأهم في تعظيم النُّجوم، ودلَّ على أنَّ مَنْ غاب بعد الظُّهور كان حادثاً مُسخَّراً، وليس بربٍّ.
{فلما رأى القمر بازغاً} طالعاً، فاحتجَّ عليهم في القمر والشَّمس بمثل ما احتجَّ به عليهم في الكوكب، وقوله: {لئن لم يهدني ربي} أَيْ: لئن لم يُثبِّتني على الهدى. وقوله للشَّمس: {هذا ربي} ولم يقل هذه؛ لأنَّ لفظ الشَّمس مذكَّرٌ، ولأنَّ الشَّمس بمعنى الضياء والنُّور، فحمل الكلام على المعنى {هذا أكبر} أَي: من الكوكب والقمر، فلمَّا توجَّهت الحجَّة على قومه قال: {إني بريء مما تشركون}.
{إني وجهت وجهي} أَيْ: جعلت قصدي بعبادتي وتوحيدي لله عزَّ وجلَّ، وباقي الآية مفسَّر فيما مضى.


{وحاجَّة قومه} جادلوه وخاصموه في تركه آلهتهم، وعبادة الله، وخوَّفوه أن تصيبه آلهتهم بسوء، فقال: {أتحاجوني في الله} أَيْ: في عبادته وتوحيده {وقد هدان} بيَّن لي ما به اهتديت {ولا أخاف ما تشركون به} من الأصنام أن تصيبني بسوء {إلاَّ أن يشاء ربي شيئاً} إني لا أخاف إلاَّ مشيئة الله أن يعذِّبني {وسع ربي كلَّ شيء علماً} علمه علماً تاماً {أفلا تتذكرون} تتعظون وتتركون عبادة الأصنام.
{وكيف أخاف ما أشركتم} يعني: الأصنام. أنكر أن يخافها {ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً} ما ليس لكم في إشراكه بالله حجَّةٌ وبرهانٌ {فإيُّ الفريقين أحق بالأمن} بأن يأمن العذاب، الموحِّدُ أم المشرك؟
{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} لم يخلطوا إيمانهم بشركٍ {أولئك لهم الأمن} من العذاب {وهم مهتدون} إلى دين الله.
{وتلك حجتنا} يعني: ما احتجَّ به عليهم {آتيناها إبراهيم} ألهمناها إبراهيم، فأرشدناه إليها {نرفع درجات مَنْ نشاء} مراتبهم بالعلم والفهم، ثمَّ ذكر نوحاً ومَنْ هدى من الأنبياء من أولاده.

2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7 | 8 | 9